وقفت سَفَّانة بنت حاتم في سبايا طَيَّء , فقالت :
«يا محمد : هلك الوالد , وعاب الوافِد , فإن رأيْتَ أن تخليِّ عني , فلا تُشْمِتَ بي أَحياء العرب , فإني بنت سيد قومي , كان أبي يَفُكّ العاني , ويحمي الذِّمار , ويقري الضيف , وَيُشبع الجائع , ويُفرِّج عن المكروب , ويطعم الطعام , ويُفشي السلام , ولم يرد طالب حاجة قّطُّ , اَنا بنت حاتم طيء ...
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ياجارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوكي إسلامياً لترَحَّمْنا عليه , خَلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق , والله يحب مكارم الأخلاق »
« جمهرة خطب العرب» لأحمد زكي صفوت 1 / 169 , 170 .
قلت : نعم ! الله يحب مكارم الأخلاق , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : إنما بعثت متمماً لمكارم الأخلاق .. أو كما قال عليه السلام , تقف هذه العانية الأسيرة مكسورة الخاطر , تحمل إرثاً إنسانياً كبيراً , أبوها حاتمٌ سيد قومه , وصاحب المكارم الطوال , لها بصْرٌ بتلك المكارم , وسيد الخلق يندب لها , بل ويأمربها , والمرأة بضعفها في موقف سَفَّانة ترقب الموقف حتى إذا رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم , أظهرت شجنها , وأبدت حزنها , وذكرت أبها في موقف عصيب : رهينة الأسر , عانية , لا حول لها ولا قوة , لينشأ ذلك الحوار السابق , ومحصلته : مكارم الأخلاق في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلو عنها فإن أبها كان يحب مكارم الأخلاق , والله يحب مكارم الأخلاق .
أ.هـ أنتهى
كتبــــه
عبدالله أبوداهش
الرياض
7 / 5 / 1435 هـ